بقلم: في 9/19/2024
جعله اليُتم ، وتردي الأحوال الاقتصاديّة جراء الحرب في سورية ، يترك الدراسة ، ولكن حُبَّ اللغة العربية والكلمة الجميلة لم يتركه يوماً ، إنه الكاتب السوري الشاب أحمد مصطفى زوزو الذي انتقل من كتابة النصوص النثريّة إلى كتابة القصائد ، بعد اجتهاده في تعلّم الأوزان العَروضيّة ، تسحره نغمات بحور الشعر ويعتمد إلى الآن على نغماتها فيما يَخطّه ، ومما جعله أكثر تعلّقاً بالشعر معرفته المُتأخِّرة أن والده المتوفى كان يحب كتابة الشعر أيضاً ، مما جعله شديد التعلّق بهذا الفن السامي ، مصر اليوم نيوز التقت الشاعر الشاب أحمد مصطفى زوزو وكان لها معه الحوار الآتي :
ماذا تعني لك كلمة شِعر ؟
الشعر ..هو عالم ثانٍ لا قيود فيه ، عالمٌ فيه المشاعرُ كائناتٌ قويّة مؤثرة ، إنه ملجأ ، صوت الحق و سيفه ، إنه عالمٌ خالٍ من الخوف .
لمن تُحب أن تقرأ أكثر لعربٍ أم لأجانب ، ولماذا ؟
أحبُّ أن أقرأ لكثير من الشعراء العرب ، ولا يوجد إلَّا الشعراء العرب .. ومنهم:
أحمد شوقي
والمتنبي
وبهاء الدين زهير
والخنساء
وابن الفارض
كلُّ منهم مدرسة في الشعر ، كما أحبُّ القراءة لكثيرٍ من شعراء الجاهلية .
ما هو طموحك في الحياة ؟
أطمح أن أصير شاعر الأناس البسطاء ، أولئك الذين لا يستطيعون التعبير عن أوجاعهم أو الشكوى ، أطمح أن أصير كلمتهم ، دمعتهم ، فرحهم وحزنهم ، أطمح أن أستطيع كتابة إحساسهم .
القراءة تعلمنا أشياء لم نكن نعلمها ، هل قرأت شيئاً تعلمت منه وصار قاعدةً في حياتك ؟
أجل ، هذان البيتان
لا تَلقـى دَهرَكَ إلَّا غَيرَ مُكتَرثٍ
مادامَ يَصَحبُ فيهِ روحَكَ البَدنُ
فَما يَدومُ سرورُ ما سُرِرتَ بِهِ
ولا يَرُدُّ عليكَ الفائِتَ الحَزنُ
هل لقيت الدعم والتشجيع من أحد ، حدثنا عن هذا الجانب ؟
أجل من الداعمين لي في موهبتي الأستاذ المهندس قُصي الطُبل بشكل خاص، و رابطة أدباء شباب سورية بشكل عام . ولقد قام بتوثيق ما أكتبه ، وهو من أعادني بتشجيعه لي إلى عالم الكتابة بعد أن أخرجتني ظروف الحياة منه .
كما أن الشاعر عمر أورفه لي ، له من الفضل الشيء الكثير عليَّ ، لقد كان دوماً معي وقدم لي النصائح الثمينة .
ختاماً نقتطف من إحدى قصائد الشاعر الشاب أحمد مصطفى زوزو الأبيات الآتية:
يا سائِـلينَ عَـنِ الأحبـابِ إذ رَحَـلُـوا
قَـد وَدَّعـوا رَكبَنـا طَـوعًـا، ومـا سَألـوا
قَـد وَدَّعـوا الـدَّارَ إنَّ الـدَّارَ مُظلِـمَـةٌ
فـي بُعـدِهِـم، وَبِهـا الأشـواقُ تَشـتَعِـلُ
إنَّ الـدَّيـار بِـهـا فـي كـلِّ نـاحِـيَــةٍ
ذِكرى تُـذيـبُ بِـيَ الأحـشـاءَ تَـنـتَقِـلُ
أطـلالُ مـن رَحَلـوا أبـصَــرتُ مُـحـتَـرِقًـا
والـقَـلـبُ فـي حُـلَــلِ الأفـراحِ يَـنـتَـحـلُ
إنَّ الـغِــيــابَ بِـــلادٌ لا هَــنــاءَ بِــهَـا
ضاقَـت مـنـاكِبُهـا فـي أمـرِهـا خَلَـلُ
مـرَّ الـزَّمـانُ، وَظـلَّ القَـلـبُ فـي كُـرَبٍ
والَّـلـيـلُ بـاتَ كَـسِـجـنٍ فـيـهِ أبـتَــهِــلُ
كُـنـتُ الَّـلـبـيـبَ فَـمَــا لـي أنـثَـنـي ألَـمًـا
فـي كـلِّ ذِكـرى إذا تَـدنــو، وأَنـفَـعِــلُ
كُـنـتُ الـقَـويَّ أمــامَ الـدَّهـرِ أُتـعِـبُــهُ
والـيـومَ دَهـرِي بَـدَا فـي نَـصلِـهِ الأجَـلُ
وَجَّـهـتُ وَجـهِـيَ يَـارَبِّـي إلَـيـكَ، وَمَـا
خَــابَ الــرَّجَـاءُ إذَا مِـن بَـابِـكَ الأَمَــلُ
إن إدارة الموقع ترحب بجميع اقتراحاتكم وآرائكم وهي على تواصل دائم مع قراء وداعمين الموقع