بقلم: في 8/16/2024
منى فليون ، كاتبة وناشطة في المضمار الثقافي من مواليد ١١ ٱب عام ١٩٨٧ من جذور الياسمين الدّمشقي ، كان لها بصمتها في العمل التطوعي الثقافي ، وقد اتسمت بالرقي و بكونها تجسيد لمقولة الثقافة سلوك وأخلاق ، التقينا بها وكان لنا معها الحوار الآتي حول تجربتها في الكتابة والعمل الثقافي .
- بدأت بالعمل التطوّعي بذات التّوقيت لفجرِ انطلاقات الرابطة، وكانت أوّل تجربةٍ لي في مجال كهذا منذ ثلاث سنوات، حيث انضممت لكنف الرّابطة كعضو ثُمَّ مشرفةً للنشاطات وأخيراً نائبة المؤسس لها ورئيسها المهندس قصي الطُّبل.
فاضت حروفي الأولى بعمر ١٦ عاماً بالخاطرة والنّثر في سيلٍ توجِّهه الرّوح و الفطرة، دون خيوط الخبرة، ولأنّ حلم التّحليق يستحقُّ ألّا يكون مجرّد فكرة، اتّخذت من الكتابة أجنحةً لي.
وبالنسبة للعمل التطوعي كانت لفائدته اتجاهين، على الصعيد الشخصي حيث توسّعت دائرة المعارف لدي من الوسط الثقافي وتبادل الخبرات الأدبيّة والثقافية، ومن الكفّةِ الأخرى أمدّ أعضاء الفريق بالدّعم المعنوي والعون والتوجيهات لتسيير إدارة الرابطة بكافة فروعها.
كانت العقبات خطواتٍ ثقيلة وُجِب اجتيازها كما في كل طرقات النّجاح، ومنها عدم وجود مقر ثابت خاص بالفريق وتدريباتهم على ما قبل الفعالية، أو للدورات التعليمية، وعدم تواجد ترخيص ، مما يحدّ من صلاحيّاتنا.
ولا ننسى أنّ للعامل الاقتصادي دور كبير في مجابهة إزدهار العمل والأداء.
في زمنٍ تجلى اعتقاد الأهالي بأنّ الأعمال دون المال هي إضاعة للوقت والجهد ومجال كهذا لا يُطعم الخبز ولا يغني من جوع مما أدى إلى تراجعٍ وانحدار في المستوى الفكري لدى الشباب.
كما أنّ مراعاة الظروف الدّراسية للمراحل الثانوية والجامعيّة وأماكن السّكن البعيدة عن المراكز الثقافية كان له دور كبير في قِلّةِ حضور الفعاليات.
ولأجل الكتابة الاحترافيّة واكتساب الأساليب المتنوعة والبيان الرّاقي، علينا تعلّم مبادئ اللغة حتى تألفها الجوارح وتُصقل في باطن العقل، إذ في علاقة الكاتب مع الكتاب والقلم هيهات أن ترنو البلاغة دون أن يُسقى من مناهل عدّة.
ومن يقرأ دون أن يكتب أو يطوّر من أسلوبه الخاص ستضيع الكلمات في خواطر بالية وستغبّرها الايام.
وٱخر الكلام، كلنا واحد، كلنا يد واحدة،كلنا للغة العربية الأم، بأيدينا ننهض كُتّاباً فوق كُتّاب.
- نشكر الكاتبة منى فليون متمنين لها ولكافة القائمين على الرابطة و لأعضاء الرابطة كل التوفيق والألق ، و نورد ختاماً شيئاً من إبداعاتها .. بعنوان عصيٌّ على النسيان :
عصيٌّ على النّسيان
في الركن القصي من الذاكرة داخل جمجمةٍ تشققت فتشوهت معالمها واكتساها ثوب الخذلان
أتراهُ الاجتياح أم أنها نوبة فقد..
بدأت المشاهد تتحرك وتتماثل أمام عيني
سأغلقهما نعم أستطيع النجاة هذه المرة أيضاً
تباً هذا لا يجدي نفعاً
تمرد قلبي علي !!
ألم تعدني بقطع حبل الشوق السريّ وإجهاض أجنتهِ
مالك تبث فيه الروح وتسري في عروقه الأمل
وحدي أقبع في زنزانة تفكيري تساورني الظنون أتراني استنفذت فرص النجاة
أترقب أيدي حانيه تأخذ بي لميناء سلام
لا أيدٍ في الأفق
ذربما هذه بداية القيامة بداخلي سأعيد هيكلتي وأصنعني من جديد لن أسمح للدخول إلي بأقدام متسخه ولن أفتح دفاتري للعابرين ليقرؤوا فصولي
سأحطم جسور العبور لشطآني واتخذ العزلة ملاذاً وأوصد الحذر حارساً على بابي مع لافتةٍ كتب عليها
انتبه خطر الموت .
إن إدارة الموقع ترحب بجميع اقتراحاتكم وآرائكم وهي على تواصل دائم مع قراء وداعمين الموقع