صدحت مغنية يهودية معروفة بأغنية (دبي دبي) والتي تسخر فيها، من حملات التطبيع الإبراهيمية، تلك التي تتجاهل واقع الصراع اليومي في غزة والقدس وجنين. من صراع يومي مترافق مع تنامي الرفض للسياسات العنصرية الصهيونية في غالبية دول العالم. لاسيما في أوروبا وأمريكا. ولم يكن غريباً توافق هذه المواقف للأغنية اليهودية مع مواقف الممثلة الأمريكية ايما واتسن المشهورة وبطلة سلسلة أفلام هاري بوتر، وموقف عارضة الأزياء المشهورة باريس هيلتون والتي تأتي كلها على رفض السياسات العنصرية الصهيونية، والوقوف والتضامن مع الشعب الفلسطيني. وأتت هذه المواقف بعد أن شاهدوا بأم أعينهم الممارسات العنجهية والعنصرية تجاه صبايا وشباب فلسطين العزل. وهم يدافعون عن ممتلكاتهم ومنازلهم في حي الشيخ جراح وفي النقب وجنين وقطاع غزة. نضالات لا تذكر إلا بكونها نضال في مواجهة العنصرية والصهيونية. وبات واضحاً للقاضي والداني أن سلطة الكيان الصهيوني، وتعبيراً عن وتنفيذاً (لقانون المواطنة) أي قانون يهودية الدولة، تسعى للاستيلاء على ما تبقى من أرض فلسطين التاريخية سواء في مناطق ١٩٤٨، حيث تستمر عمليات المصادرة وهدم البيوت في القرى والمدن العربية. مستغلة عدم الاعتراف بعشرات القرى العربية. أو تحت عناوين ما يسمى إقامة محميات طبيعية، وطرق التفافية ومدن ومستوطنات جديدة. إلى جانب العديد من الحجج بهدف الاستيلاء على الأراضي العربية. والتفريغ من سكانها الأصليين. أما في الضفة الغربية فقد توحش الاستيطان بشكل غير مسبوق سواء في القدس أو في المنطقة ج. بالترافق مع عمليات قمع وقتل، واستيطان، واعتقالات يومية غير مسبوقة. مستغلين اتفاقات إبراهيم سيئة الصيت من جهة، وإكفاء الولايات المتحدة عن الشرق الأوسط، لصالح أولوياته في الشرق الأقصى والخلاف مع روسيا بخصوص أوكرانيا. واستبدال الحلول الجدية للمنطقة بحلول اقتصادية عبر تقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية لتوليد انتعاش اقتصادي في الضفة والقطاع. ومما يدعو للاستغراب الشديد لتساوي السلطة الفلسطينية، مع ما تقدم عبر قمع ممنهج لكل فعل مقاوم في مدن وقرى الضفة. أخذ شكل اعتقالات واسعة، وقمع للنخب الفلسطينية، وتكميم للأفواه. لم يشهد الوضع الفلسطيني مثيلاً له. مقابل لقاءات مع عميد الاستيطان الصهيوني غانتس وزير دفاع العدو الصهيوني. على نفس القواعد والاسم المطروحة، أي الحلول الاقتصادية بديلاً عن الحقوق الوطنية، وهنا المفارقة الكبرى مابين الواقع النضالي الناهض للجماهير الفلسطينية، والتغيرات في المواقف الرسمية. ومنها بشكل خاص التغييرات الإيجابية التي يشهدها الرأي العام العالمي من النضال الوطني الفلسطيني ورفضاً للعنصرية الصهيونية. وبين الموقف الرسمي الفلسطيني وأصحاب الاتفاقات الابراهيمية من جهة أخرى.
إن ماسبق يفترض وبالضرورة إعادة النظر بالعديد من القضايا والبنى التي كانت سائدة على مدى العقود الماضية لاسيما على الصعيد القيادي الفلسطيني وطرق تشكيلها والاسم التي تقوم عليها. وإعادة تجديد للبرنامج الوطني الفلسطيني، وتطوير يستجيب لواقع ومصالح الفلسطينيين في الضفة والقطاع وفي مناطق ١٩٤٨ وفي الشتات. والذين توحدوا على قضية رئيسية تتجلى في رفض الاحتلال، وإقامة دولتهم على أرضهم. ومن هذا العنوان يجري اشتقاق المهام النضالية لكل ساحة من ساحات الصراع ضد العدو الصهيوني.
ونحن واثقين من قدرة شعبنا الفلسطيني بالواقع النضالي الراهن والتاريخ قادر على تصحيح البوصلة دوماً تجاه فلسطين وكل فلسطين..