أُضِيعَتِ الأَلقَابُ مِنْ شُعُوبِهَا
وَصَارَتِ الأَطْلالَ وَالنَفَائِسَا
صَاحوا عُرُوبَةً بِلَا وُجُودِهَا
فالمِشْعَلُ لَا يَخْلِقُ القَوابِسَا
والدَّهرُ فَنَّانٌ ضَعِيفٌ رَسمُهُ
يَرْسُمُنَا شَعبًا حَوَى نجائسا
لَوِ اعتَرَضتَ مِنْ رُسُومِهِ طَغَى
مُرَدِّدًا وَساخِرًا فَخَانِسَا
يَقُولُ: مُنْذُ أَيِّ حِينٍ قَدْ عَلَا
صَوتٌ عَليهِ أَنْتَ كُنْتَ دَائِسَا
وَتَبدَأُ القِصَّةُ مِن تُفَّاحَةٍ
خَلفَ القُشُورِ أَظْهَرَت دَنائسا
حَمرَاءُ مع رَائِحَةٍ زَكِيَّةٍ
ُتُثِيرُ فِي شَهْوَتِكَ الوَسَاوِسَا
مِنْ قَضمِهَا تَنْشَأُ عُصْبَةٌ أقا
مَتْ مِن عَظِيمِ ذَنبِهَا مَجَالِسَا
مَا زَالَتِ التُّفَّاحَةُ الأُولَى هُنَا
نَقَاءُهَا مَا كَانَ إلَّا هَاجِسَا
تَبدُو نَقِيَّةً وَلُبُّهَا طَوَى
بِقَدرِ حَشرٍ الذَّنبَ وَ الدَّسائِسَا
تُوجَدُ عِنْدَ مَنْ أَبَى تَوْبَتَهُ
فِرعَونُ كَانَ لِلْقُشُورِ لَامِسَا
وَكَمْ مِنَ الأُنَاسِ فِي أَزْمَانِنَا
يَقْضمُ لَو رَأَى الظَّلَامَ دامِسَا
حَيِّ نَبِيًّا كَامِلًا عَنَّا مَضَى
رَغْمَ سُمُوِّهِ نَضَى النَّجَائِسَا
مَا خَافَ فِقْدَانَ عَزِيرِ مُلْكِهِ
بَلْ خَافَ أَن يَرَى الجَمِيعَ بَائِسَا
وَحَيِّ عَبْدًا فَوقَهُ حِجَارَةٌ
أَخْلَاقُهُ قَد فَاقَتِ الأَشاوِسَا
يُوقِنُ أَنَّ النَصْرَ حِلْفُ مُؤْمِنٍ
والمَوتُ فِي المُحِيطِ كَانَ سَائِسَا
نَحنُ شُعُوبٌ نَطلُبُ العَنْقَا وَلَو
كُنَّا نَرَى أَمَامَنَا النَّوارِسَا
فَيَا طُغَاةُ يَا غُزَاةُ خَافِنَا
حَاشَى الضِّعَافَ لَو بَدَوا فَرَائِسَا
يَنْتَصِرُ الضَعِيفُ رَغْمَ ضَعْفِه
وَإِنْ بَدَا الجَمِيعُ مِنهُ يَائِسَا