بقلم: مي أحمد شهابي في 2/15/2022
بشكل غير مسبوق، ترافقت مع عمليات إعدام لمناضلين ومقاومين في وضح النهار، وفي وسط مدينة نابلس.. ارتقى ثلاثة شبان من خيرة الشباب، وإمعاناً في هذه السياسات العنصرية امتدت أيادي الاحتلال مجدداً إلى حي الشيخ جراح في القدس وإلى سيلة الحارثية. بأهداف محددة تتلخص بالسعي لدفع سكان الحي إلى مغادرته. وتغاضت إن لم نقل تواطأت مع غلو المستوطنين، وبزعامة عضو كنيست، للقيام بالهجوم على سكان الحي. الذين واجهوا المستوطنين بأجسامهم، وهم عزل من السلاح، لا يحملون سوى إيمانهم بحقهم في أرضهم ومنازلهم. مهما واجهوا من بطش واعتقال واعتداءات.
وهو ما أجبر قوات الاحتلال، للدفع بعشرات الجنود المعززين بآليات وأسلحة تصلح لمبادرة حربية، كما قامت بحصار الحي ومنع الدخول والخروج منه، إلا أن كل ذلك لم يفلح بكسر شوكة الأهالي، الذين وقفوا وقفة رجل واحد في مواجهة المستوطنين وجند الاحتلال. وهو ما اضطر جند الاحتلال لإنهاء هذا الهجوم، وسعت لسحب المستوطنين وعلى رأسهم عضو الكنيست ايتيمار بن جبير، والذي قام بالاعتداء على أحد ضباط الجيش، لتتحول المعركة لمعركة بين الجيش والمستوطنين وتنتهي هذه الجولة من الصراع، كما انتهت سابقاتها بانتصار أبطال حي الشيخ جراح، ورفضهم لسياسات الاحتلال.
آخذين بعين الاعتبار الاستعداد لجولات جديدة، تتكرر بشكل دوري. ويبدو أن سلطات العدو الصهيوني ومستوطنيه، أرادوا استغلال انشغال الرأي العام الدولي بطبول الحرب التي تقرع حول أوكرانيا، وتنفيذ ما رغبوا في تنفيذه في الأيام والأسابيع والشهر الماضي. وللأسف الشديد فإن هذا الصمود البطولي لأهلنا في القدس ونابلس وقطاع غزة وسيلة الحارثية ومناطق ١٩٤٨، ولاسيما ما يجري في النقب أيضاً من محاولات مشابهة للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين، يبقى نضالاً أهلياً جماهيرياً لا يوجد السند المطلوب ممن يفترض هم قيادة الشعب الفلسطيني. والذين لا زالوا يهرولون خلف سراب المفاوضات مع عدو يصرخ بملء فمه ومن أعلى المستويات، أنه لن يقدم أي تنازل لسلطة أوسلو.
ولكن يبقى الرهان على القوى الحية لشعبنا الفلسطيني في مختلف أماكن تواجده على التمسك بنهج المقاومة والكفاح المسلح المشروع بكل الأشكال، وسيلة رئيسة للحفاظ على أرضه وحقوقه ومؤمناً بأنه لا يضيع حق ورائه مطالب.
مهما طال الوقت أم قصر...
إن إدارة الموقع ترحب بجميع اقتراحاتكم وآرائكم وهي على تواصل دائم مع قراء وداعمين الموقع