آخر الأخبار المدير العام ... الدكتور مصطفى زقوت قسم الأخبار ... محمد نذير جبر الجولان بوابة القدس ... بقلم عبدالحميد شمالي شهر نيسان .. فلسطينيا مؤسس ومدير رابطة أدباء شباب سورية المهندس قصي الطُبل لـ عيون دمشق دعوة... لحضور محاضرة محاضرة بعنوان نشوف الزلال وطرق التخفيف من آثاره الصين تدعو المجتمع الدولي إلى لعب دور بنّاء لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط دعوة ... لحضور أمسية أدبية فنية بعنوان آيات دمشقية الصحة العالمية: متحور كورونا الجديد أكثر قابلية للانتقال اعتماداً على وثائق مسربة.. تحقيق جديد يكشف تورط أميركا بمشاريع بيولوجية عسكرية في أوكرانيا الصحة تطلق حملة تطعيم وطنية ضد فيروس كورونا بمختلف المحافظات صناعة المعلومات الإلكترونية في الصين تحقق نمواً مطرداً الاتحاد الأوروبي يحث “تيك توك” على “تسريع” امتثاله لقواعد جديدة اختتام دورة الإعداد الصحفي الشامل في معهد الإعداد الإعلامي استهداف آليات وعربات مصفحة للإرهابيين في ريفي حلب وإدلب وإسقاط مسيرات لهم في ريف اللاذقية انطلاق أعمال مؤتمر العمل العربي في بغداد بمشاركة سورية منظمة التحرير الفلسطينية.. الواقع الراهن وآفاق المستقبل.. وأية منظمة تحرير نريد معركة كلّ يوم السفير عبد الهادي يبحث مع القائم بالأعمال العراقي لدى سوريا مستجدات القضية الفلسطينية السفير عبد الهادي يطلع سفير الصين على الجهود المبذولة لوقف الحرب في غزة وآخر مستجدات الأوضاع في فلسطين "رابطة أدباء شباب سورية تقيم مهرجاناً بعنوان "حبرُ قلمها يُزهر في قلوبنا عيون دمشق تحاور نائبة رئيس رابطة أدباء شباب سورية منى فليون ارتفاع أسعار النفط مدير صناعة حلب: تشميل الإسمنت الأبيض بإحلال المستوردات خطوة مهمة لمرحلة إعادة الإعمار الناقد أحمد علي هلال مُكرَّماً في دمشق الحكومة الأرمينية: أكثر من 100 ألف شخص غادروا إقليم قره باغ منذ عملية أذربيجان العسكرية حوار مع الكاتبة هبة الله دحدوح العضوة في رابطة أدباء شباب سورية رئيس رابطة أدباء شباب سورية لموقع "عيون دمشق" : إن المبدعين الشباب في مرحلة ذهبية من الدعم في ظل إدارة د. محمد الحوراني "السِّر في الغياب" : رحلة بين الحضور وكينونة اللاوجود" عيون دمشق تحاور الكاتبة الشابة بتول صابرين السفير عبد الهادي وزير خارجية الامارت يلقن نتنياهو درساً في أدب العلاقات الدولية بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية… فعاليات متنوعة في وزارة النفط ومؤسساتها ذهبية وبرونزية لسورية في منافسات كرة الطاولة في دورة الألعاب العربية للأندية للسيدات الرباع السوري معن أسعد يحرز ذهبية بطولة آسيا وَكمْ انتَظرتُ قلمٌ بجوفِ الحبرِ أَدخل عنقَه
<

الشاعر أسامة الحمود : ليس ثمَّة قولٌ ثابت يُوصِّف الشعر ، بل ثمَّة قصائد تمنح الشعر تعريفات جديدة

مبوب / ثقافة وفن












xx

بقلم:  في 10/5/2024

حاوره سامر خالد منصور


شاعرٌ راقٍ في زمنٍ طغت فيه نرجسية الشعراء وكثرت مشاكلهم فيما بينهم حتى قيل فيهم ما يُقال بأصحاب المهن الشعبية “أصحابُ عداوة كار” .. شاعرٌ لا يُقصي المبدعين رغم التزامه بخط الإبداع الأصيل ويعترف بالجمال الإبداعي أينما وجده .. شاعرٌ الوطن حاضرٌ فيه حتى فاضَ شعراً رغم كثرة مشاغله في حياته العملية .. شاعرٌ أقلُّ ما يُقال عنه أنه أيقونةٌ للرصانة السامية سلوكاً وإبداعاً .. إنه الشاعر الدكتور أسامة الحمّود الذي سعدنا بأن يكون لنا معه الحوار الآتي ..

يقول كثيرٌ من النقاد والشعراء أن شعر التفعيلة أقرب إلى الإيقاع السريع لهذا العصر وبالتالي أقرب إلى المُتلقي وروح العصر، بينما نجد مؤلفاتك على أوزان ما يُسمى ببحور الخليل، فما رأيك بما يقول أولئك النقاد والشعراء؟

جميع مؤلفاتي على بحور الخليل ، ومع هذا لست متعصِّبًا للموزون، أنا متعصِّبٌ للشعر الذي يترك أثرًا في نفس المتلقي بجماله ورهافته وتميزه وفرادته، على أنني أخالف من يقول إن الموزون غير قادر على مجاراة العصر ومستحدثاته، فالأصل هو شاعرية الشاعر وليس أسلوبه في الكتابة، وقد قلتُ مِرارًا:

الشعر شعرٌ وليس الأصلُ مذهبهُ والشاعر الفذُّ لا يلوي به صعبُ

يا صاحِ غــــــــــــــرِّد كما يُملي الفؤاد ولا يُثنيكَ في كَلِــــــــــــــــــــــــــمٍ أبدَعتهُ نَســــــــــــبُ

ما نفعُ أن نَهَبَ الأشـــــعارَ طابَعَهــــــــــــــــــــا إن عَزَّ في وَقعِــــــــها مُستأنَسٌ عَذبُ

الشرارة الأولى التي أوقدت قلمك إبداعاً متى كانت وما مناسبتها؟ هل هو الحب أم حادثةٌ ما.. هل هو الشغف أم الحزن أم ماذا؟

في الواقع أنا أنتمي إلى أسرة فراتية حديثها الاعتيادي أقرب إلى اللغة العربية الفصحى، ناهيك عن أن والدي أطال الله بعمره، كان يستشهد بأبيات من الشعر، أو بآيات من القرآن الكريم، أو بحديث نبوي، وبلغةٍ فصيحة، مع كل موقف يريد أن يعلمنا به قيمةً ما، وهذا ما كوَّن لدي أرضية جيدة وقاعدة متينة في حبِّ العربية.

ثم كان أن بدأت الكتابة في المرحلة الإعدادية على غرار أبياتٍ أحفظها، دون دراية ببحور الشعر وجوازاتها وزحافاتها وعللها .. وكان المُخرَج النهائي يبدو وكأنه أبيات موزونة، شجعني بعض الأصدقاء حينها على نشرها في الصحف المحلية، على صفحاتٍ من قبيل (على دروب الإبداع – مواهب شابة.. )، وكان أن أحبطتني آراء بعض القائمين عليها أكثر مما شجعني بعضها الآخر، مما دفعني للعزوف عن الكتابة لفترة طويلة. حتى كانت السنة الأولى في المرحلة الجامعية، حيث وقعت في فخ الحب وتفجَّر الإحساس شعرًا أزجيتُ بعضه في مجلة خليجية ملونة احتفت بالنتاج وأشعرتني بقيمة ما أكتب.

واستمر الأمر كذلك حتى بدأت وسائل التواصل الاجتماعي –ولاسيما المنتديات الأدبية- تشكِّل مساحة مميزة لتشذيب التجربة وتبادل الآراء والأفكار حول تطوير التجارب الشعرية.

حينها قال لي أحد الأصدقاء: أنت تكتب ما يقارب الشعر الموزون، لماذا لا تطلع أكثر على البحور الشعرية وتستكشف جماليات الكتابة؟ وأذكر أنه أهداني كتاب (موسيقا الشعر العربي) لمحمود فاخوري، فعكفت على دراسته بشكل حثيث، وشعرت بفارق كبير بين ما كان من نتاج قبل هذه الدراسة وبعدها، وبدأت رحلة المتعة الحقيقية.

يُركز الشعراء على تبيان جمال وسحر الطبيعة في الوطن، برأيك كونك مواكب ومُطلع على ما تمت كتابته ونشره في زمن الحرب ، هل الدور الأبرز للشاعر هو لفت الانتباه إلى جماليات ما خلق الله في بلادنا التي جعلها في بقعة بهية من الأرض متنوعة الفصول،

أم أن دوره الأهم تحفيز الإنسان ليكون أجمل عبر تنبيهه إلى مواطن الخلل والضعف التي أوقعته في القبح ودمرت مُدنه البهية ونقعته في بِرك البارود والدماء والرماد؟ أليس على الشعراء توجيه المتلقي إلى جمال يُحصنه ويُعززه الوعي وتمدُّ الرؤية في آفاقه، كما كان يفعل فلاديمير ماياكوفسكي ونزار قباني و فولتير والماغوط .. إلخ؟

هل يكفي ذمُّ الطائفية مثلاً ومدحُ التعايش والوطن لإقناع المُتلقي، أليس في هذا سطحية مقارنة بما لدينا من موروث شعري زاخر بالنقد السياسي والاجتماعي العميق؟ ألم يعد في سورية شعراء وطنيون؟ أم أن هناك شعراء وطنيين لكن تعوزهم الثقافة وبالتالي يعوزهم السَبر والرؤية؟

أنا أعتقد جازمًا بأن الشاعر يجب أن يكون ابن بيئته، وأن يعيش حلوها ومرها، وأن يعبر عنها بلسان مواطنيه، فليس من المنطقي أن يحلق في فضاءاتٍ منفصلة عن واقعه أيَّام الشدَّة والعوَز مثلًا، فينشد قصائد الجمال والحب والطبيعة الخلاَّبة، في وقتٍ تُراق فيه الدماء ويُستهدف الوطن، إلا إذا كان هذا الإنشاد يحمل رمزية الجمال الداخلي –الذي أشرتَ إليه- والذي يحفِّز القيم الإنسانية التي تدفع على تعزيز الحب والتسامح والتعاضد وتنبذ الفُرقة والانقسام وكل ما يُحدِث شرخًا في صرح الوطنية الحقَّة، على ألا يكون ذلك بالإشارة المباشرة المقيتة، ولطالما انتُقِدَت بعض القصائد في زمن الحرب على أنها قصائد حبٍّ بقراءة بعض قاصري الثقافة، لتأتي القراءة العميقة وتستكشف عوالم القصيدة الحقَّة الموغلة في وطنيتها، والملتحفةِ بثوب الحب، فلا أسمى من حب الوطن، ولا أبهى من حبِّ الأرض التي يصوِّرها الشاعر كيف شاء، حبيبةً ومعشوقةً وأمًّا وآلهة.

على أننا إذا تناولنا مصطلح المثقف القدوة، فهذا يُرتِّب مسؤولية كبيرة من حيث التأثر والتأثير، والموقف الفاعل الذي تُبنى عليه مواقف آخرين، وهذا ما يفسِّر حفظَ الكثيرين لأشعار نزار قباني ومظفر النواب -على سبيل المثال لا الحصر- التي قيلت في الشأن السياسي، ليتعدى الأمر أكثر من ذلك حين تجري مواقفهم –ومواقف غيرهم من المثقفين- وتصرفاتهم وسلوكهم على ألسنة الناس، يستشهدون بها في كل محفل.

ولا ينبغي أن تُحبِط المثقفَ علاقةُ الناس بالثقافة والأدب، فبالرغم من كثرة الطرق المبتذلة التي تُفضي إلى الشهرة والتأثير، فما زال الأدب قادرًا على أن يفرض ذاته ويؤثر بصورة مهيبة، حين نؤمن بما نكتب ونحاكي واقع الناس ونعيش آمالهم وآلامهم وأفراحهم وشجونهم، ونعبِّر عنها بأسلوب متفرد مميز.

لأبعاد وجود الذات الإنسانية مُحددات منها محدودية زمانها على الأرض. أنت تحمل درجة أكاديمية ومسؤوليات كثيرة في حياتك المهنية، هل أثر ذلك على عطائك الشعري، وهل أثر كمّاً أم كمّاً ونوعاً، أم ترى أن القصيدة تخطف الشاعر من مشاغل الحياة فلا يهم إن كان كثير الأولاد أو المشاغل؟

لنتفق أولًا على أن الشعر حالة وجدانية تفرض ذاتها في أي زمان ومكان، وفي أي ظرف كان.

ولنتفق أيضًا على أن الزمان والمكان والظروف، يمكن أن تؤثر على الشعر كمًّا ونوعًا إذا كان (شعر صنعة) بمعنى أن أُتقن أدوات الشعر فأدخل من باب الإتقان هذا فأقدِّم منتجًا شعريًا يفتقد إلى عمق الإحساس ويميل إلى الجمود في مكوناته، فيما يمكن أن تؤثر على الشعر كمًّا دون أن تؤثر نوعًا إذا كان (شعر دفقة) يولده الإحساس الصادق المقترن بدفق شعوري ما، في مكان ما، وفي زمان ما، وفي موقف ما.

بالنسبة لي؛ فأنا بطبيعتي مُقلٌّ في كتابة الشعر، ولعل التأخر في إصدار دواوين، والفارق الزمني بينها، خير دليل على ذلك، ولكنني أزعم أن الشعر يفرض ذاته على انشغالاتي فأجد وقتًا لأكتبه ويكتبني في كل حال، وأزعم أيضًا بأن التجربة علمتني أن أهتم بنضوج الفكرة احترامًا للمتلقي، لأرجِّح ذلك على غزارة الإنتاج التي تدفع المتلقي للملل والاعتياد على رتابة المُنتَج الشعري.

لقد اشتهر بعض الشعراء ببيتٍ من الشعر، ويقال أن بعض مشاهير الشعراء، في رصيدهم بضع عشرات من الأبيات فقط، وشاع في وقت ما مصطلح (أصحاب الواحدة) أي من يمتلكون في رصيدهم الشعري قصيدة واحدة، والذي كان أول من أطلقه ابن سلام الجمحي المتوفى 232 ه، وأن قاموس مفردات بعضهم لا يتعدى بضع مئاتٍ من الكلمات، وهذا يدلِّل على أن قيمة الشعر تكمن في نوعيته ومدى تأثيره.

من الجَلي اطلاعك الواسع على الشعر العربي. إلى أين حملتك أشرعة الشغف بالشعر، من هم ذرى الشعر العربي الذين أثروا بك من شعراء الماضي والحاضر؟ وما الميزة التي جذبتك عند كلٍّ منهم؟

استهوتني نقائض جرير والفرزدق، التي امتدت لأربعين عامًا، رغم انتمائهما لقبيلة واحدة هي تميم، وقيل فيهما أن جرير يغرف من بحر والفرزدق ينحت من صخر، وأورثا الشعر نتاجًا مهمًّا، ورغم الحرب الكلامية بينهما؛ فقد نعى جريرٌ الفرزدق حين مات بأبياتٍ مؤثرة جاء في مطلعها:

لعَمري لقد أشجى تميمًا وهدَّها على نكَباتِ الدَّهرِ موت الفرزدقِ

كما استهوتني أشعار الإمام الشافعي الذي عُرفَ بالحكمة والبلاغة في أشعاره، ولعل من أجمل ماقال:

إذا نطقَ السَّفيه فلا تُجبه فخيرٌ من إجابته السكوتُ

فإن كلَّمتـــــــــــــــــــــــــــه فرَّجت عنهُ وإن خلَّيتهُ كمــــــــــــــــــــــــدًا يموتُ

ثم أحمد شوقي الذي بايعه الشعراء العرب عام 1927 أميرًا للشعراء لكونه آنذاك أكبر مجددي الشعر العربي المعاصرين، وكان يملك خيالًا خصبًا وعاطفة صادقة وموهبة شعرية فذة، وكان من أخصب شعراء العربية إنتاجًا (23500) بيتًا.

وبالتأكيد الشاعر الدمشقي الذي لن يتكرر نزار قباني.

والشاعر الإماراتي مانع سعيد العتيبة الوزير العاشق، الذي سطر أكثر من /33/ ديوانًا في مختلف أغراض الشعر الفصيح والعامي.

يذهب شعراء ومفكري ونقاد الحداثة وما بعد الحداثة إلى تعريفات ورؤى بعضها غريب حول الشعر والقصيدة ” كقول أحدهم: القصيدة حُطام العقل ” على سبيل المثال، كشاعر عربي متمسك بالجذور العربية لهذا الفن، ما هو رأيك فيما قدمه وطرحه أولئك النقاد والشعراء؟

ليس ثمة قول ثابت يُوَصِّف الشعر، أو يعرِّف القصيدة، بل ثمة قصائد تمنح الشعر تعريفات جديدة، هذا يتعلق بجودة المُنتَج الشعري ومدى تأثيره، ثم أنني لست مع الإغراق في رمزية الشعر أو حتى رمزية النقد، بل مع الرمزية التي تخدم موضوع النص، وتحافظ على ارتباطه بالمتلقي.

يهمني أن يكون نتاجي صادقًا يصدر من القلب ليصل إلى القلوب.

ويهمني من النقد ما يقدِّم قيمة مضافة، ونصيحةً تسهم في تطوير التجربة الشعرية.

ثم إن النقد ليس قوالبَ جاهزة نسقطها على أي نص شعري، الناقد الفذُّ هو ذاك الذي ينطلق من النص لينتهي بالنص، بتجرُّدٍ عن أي اشتراطاتٍ يُمليها أسلوب نقدي ما.

نأسف أن نرى اليوم قراءات نقدية على طريقة (copy-past) تصلح لكل زمان ومكان، ولكل مُنتَج شعري، لا يتغير فيها سوى اسم الشاعر، دون أن يكلِّف بعض النقَّاد أنفسهم مجرد الاطلاع على فضاءات المُنتج الأدبي.

قال السيد الرئيس بشار الأسد أن: ” أزمتنا أزمة وعي “. في أحد أبرز أبعادها.. ولولا قصور من جهة وفشل من جهة أخرى من قِبل المؤسسات الثقافية الرسمية والنقابية لما اجتاحنا الدواعش أصحاب الفكر البائد الرجعي الماضوي الضيق، وما انتفاخ الداعشية إلا بسبب فراغ يتحمل مسؤوليته المؤسسات الثقافية والمثقفين ضمن مراحل سابقة. هل تتفق مع هذا؟ وما الذي ينبغي على المؤسسات الثقافية عمله برأيك حتى تعيد اتصالها بالشارع السوري وتكون جسراً للمبدعين أمثالك نحو جماهير شعبنا وتساهم في تفعيل دور المثقفين السوريين؟

غياب المؤسسة الثقافية، كارثة حقيقية، لأن البديل هو اللاثقافة، البديل هو الطروحات التي تغازل العاطفة وتعبث بالدين وتجيِّره لمصلحة أصحاب الأجندات الجاهزة التي تلبس لَبُوس الدين لتستقطب أنصارًا لها، وهذا لبُّ ما مر بنا عبر عشر سنوات عجاف، وما تبعها من مفرزاتٍ أشدُّ خطورة كان أبطالها مستثمرو الأزمة وأمراء الحرب الذين أثروا على حساب دماء الشهداء الذين ضحوا من أجل وطن كريم عزيز، وعلى حساب قوت المواطن واحتياجاته.

وكان ثمة ظاهرة إيجابية خلال سنوات الأزمة على الصعيد الثقافي خاصة، وهي أن الحركة الثقافية الأهلية نشطت بشكل كبير، وتفوقت في بعض مراحلها على الحركة الثقافية المؤسساتية، بل ورفدتها في بعض محاورها، والأهم أنها غربلت ذاتها بذاتها، فبعد ظهور الكثير من المنتديات الثقافية (الواقعية والافتراضية) لم يستمرَّ منها إلا صاحب المشروع الثقافي الحقيقي، فيما تهاوت تلك التي لا تملك مشروعًا، أو التي تملك أي مشروع خلا المشروع الثقافي.

الثقافة مشروع وعي جمعي، ينبغي أن يستهدف الشريحة العظمى من المجتمع، وألا يُترك الحبل على الغارب لفوضى الانتماء الثقافي.. الثقافة سلوك مجتمعي يجب أن نصل فيه إلى مرحلة الرقابة على الذات، وليس رقابة الآخر، فما مبرر أن نلتزم بنظامٍ ما أو قانونٍ ما في دولة أخرى نزورها أو نهاجر إليها، في الوقت الذي لم نكن لنلقي بالًا لذات النظام أو القانون في بلدنا. المسألة مسألة وعي جمعي تراكمي تتحمل مسؤوليته المؤسسات المختلفة ثقافية وغير ثقافية، لتُنتج سلوكًا تلقائيًّا يرتقي بالمجتمع في معارج الحضارة.

وبالمناسبة، فقد آلمتني صورة رأيتها على بعض صفحات التواصل الاجتماعي، تعرِضُ فجوة كبيرة تظهر فيها الأحذية الرجالية والنسائية معروضة في واجهات أنيقة ومكيَّفة، فيما تُعرَض الكتب على الرصيف القريب، والسؤال المطروح كيف اختلفت ذائقة المجتمع ليصبح الكتاب، ولتصبح الثقافة آخر اهتماماتها؟

أعتقد أن من واجب المؤسسات الثقافية أن ترصد نقاط القوة ونقاط الضعف، وأن تحدد التحديات والفرص المتاحة، وأن تحلل الواقع لتخرج برؤية تُفضي إلى برامج تنفيذية مؤثرة تنهض بالمشهد الثقافي بالتشبيك مع مختلف المؤسسات لتحقيق الأهداف المرجوة.

نرى اقبالاً على الانتساب إلى اتحاد الكتاب العرب في سورية، رغم قلة ما يقدمه للشاعر مالياً ورغم عدم تمتعه بالجماهيرية حتى يُقدِّمَ فُرصاً أو اسهامات معنوية.. ما سرُّ هذا الاقبال برأيك؟ أهو بحثٌ عن ” البريستيج ” أم عن الحماية والحصانة النقابية كون الانتهازيين والطبقة المتنفذة لها سطوة، والحالة الوطنية تتطلب الجرأة والصدام مع رُعاة القُبح والنفاق والتجاوزات؟ أم ماذا؟

التعاطي هنا؛ هو تعاطٍ مع مؤسسةٍ لها تاريخها، ولها أهدافها السامية التي أُحدِثت لأجلها، وبالتالي فالانتساب إلى هذه المؤسسة يميل لتحقيق بُعدٍ معنوي مُضافٍ للمثقف أكثر من أي استحقاق آخر، على الأقل هذا كان دافعي قبل الانتساب إلى اتحاد الكتاب العرب، وأعتقد أن غالبية المنتسبين ينتمون بالأصل إلى مؤسسات ونقابات أخرى، فأنا مثلًا عضو في نقابة المهندسين الزراعيين، وعضو في نقابة المعلمين، وقبل هذا وذاك أستاذ جامعي.. قبل أن أنتسب لاتحاد الكتاب العرب.

ومسألة الانتماء لمؤسسة، لا يرتبط بالشخوص القائمين عليها، فهم عابرون، فيما تبقى المؤسسة قائمة، والدليل أنه قد توالى على هذه المؤسسة الكثير من القيادات الاتحادية.

من جهتي؛ أعتقد أن الفترة الحالية ستكون فترة ذهبية للاتحاد، لأننا نرى انسجامًا جليًّا بين صفوف المكتب التنفيذي الذي يضم بين ثناياه مبدعين حقيقيين ولدوا من رحم المعاناة، ولديهم مشروع ثقافي بدأت بوادره بالظهور، وثمة مصداقية في الطرح والتطبيق، وبحث حثيث عن الفرادة والتميز في كل مناحي العمل، تجعلنا أكثر تفاؤلًا بمستقبل اتحاد الكتاب العرب.

التحصيل العلمي :

– دكتوراه في الهندسة الزراعية – جامعة الفرات 2010

– ماجستير في الهندسة الزراعية – جامعة حلب – كلية الزراعة الثانية 2002

– دبلوم في الهندسة الزراعية- جامعة حلب – كلية الزراعة الثانية 1997

– بكالوريوس الهندسة الزراعية – جامعة حلب – كلية الزراعة الثانية – 1995

– محاضر في العديد من الندوات العلمية والدورات التدريبية وورشات العمل المركزية.

السيرة الإبداعية الأدبية للشاعر الدكتور أسامة الحمود:

عضو اتحاد الكتاب العرب – جمعية الشعر 2018

الإصدارات:

ضفائر بوح 2016

على أكف الياسمين 2018

قيثارة الصدى 2019

ضوعُ قصيدٍ.. وبعضُ نِثار

حديث الياسمين (ديوان مشترك)

فرائد القصائد (ديوان مشترك)

الجوائز: الجائزة الأولى في مسابقة (قصيدة الأغنية الوطنية السورية) التي أعلن عنها اتحاد الكتاب العرب ووزارة التربية السورية – 2021 – وهي المسابقة الوحيدة التي شاركت بها مع /46/ شاعرًا وشاعرة.


..........


أخبار مشابهة