هو ناسجٌ ظلَّ العُبابِ في متنِ السطورِ..
يطرفُ ثُلمَ القلمِ لخيالٍ حكّاءٍ أو ساردٍ بساطَ الحلمِ في قشيبِ كتاب..
صديقي الذي نفرَ من سقفِ غمام..
لقَّنَ الودْقَ كيف يُعاشُ الجودُ عشقاً..
وكيف يسرحُ البالُ حباً
عند اشتغالِ الفنّ
وعند غضِّ الساعدِ يسعى إلى حجرِ الضياء..
وما أدرك الطائرُ أبجديةَ الماءِ أو كرسيَّ السنابلِ..
وكرّاسِ الغناء..
هو: فجرُ الأماني في عيونٍ طامحاتٍ إلى يمِّ المجازِ..إلى اجتراح..
الرؤى تتناثرُ حدائقَ تطربُ ذائقَ الحدقاتِ جمالاً وحقائقَ خير..
صديقي حكيمٌ ينشدُ شدّ أمراسِ الحبرِ في كاتبٍ أو كاتبةٍ..تكشّفت عن رؤىً فكريةٍ..وعن فنٍ وصورةٍ تغدو قيماً فعليةً تضافُ لصحائفِ مكتباتنا وقد نهضتْ من وعاءٍ لغويٍّ عربيٍّ..يُرخي دلالاته.أو يُطلقُ إشاراتِ الخيال..بما يغني ويفيد
في مشهدٍ ثقافيٍّ معافى..يعكسُ جوهرَ الخلقِ في الإنسان..بدلاً من واقعِ حالٍ يترنّحُ خللاً واضطراباً..تتجاذبُه الأهواءُ والمذاهبُ ونوازعُ حرباءِ السياساتِ الخبيثةِ
تُطعمُ سمَّ المراوغِ والمغرضِ والمخادع..
في بلدٍ تراكمهُ عكرُ الضبابِ، وسديمٌ مرهقٌ للذهنِ..لمشهدٍ ثقافيٍّ يتماهى مع ترابٍ مضمّخٍ بدمِ شهيد..
يتطلبُ قولاً يرقى شرفاً بالفداءِ العظيمِ..إلى علوِّ الدّورِ والرسالةِ..والذّودِ عن إرثٍ حضاريٍّ محاصرٍ بالتّقصيرِ والإهمالِ والعبثِ..ما يزيلُ من مستقبلِ الأجيالِ..نظمَ معارفنا العميقةِ،أو ذاكرةَ الأمّة، أي حاضرنا بالتاريخِ الممتدِّ بنا..التاريخُ الذي تعتدُّ به الأممُ.تحاولُ أممٌ تفتقده.صنعه أواختراعه،مهما كلف هذا الاختراع..
من هنا ليس عجباً لشخصيةٍ علميّةٍ تتّسمُ بالأصالةِ والمبادرةِ من دون تردّدٍ أو حساباتٍ خاصةٍ..إلى رفدِ المكتبةِ العربيةِ بما تفيضُ به قرائحُ كتّابنا وطاقاتُ شبابنا الواعدةُ..في سياقِ مشروعهِ الثقافيّ المتماهي مع هويّتنا الثقافيةِ الوطنيةِ..يبادرُ الدكتور محمد سليمان..إلى حثِّ الخطى وتقديمِ الرؤى المسهمةِ في رتقِ مساحاتٍ ثقافيةٍ شوهّتها .العبثيةُ والعولمةُ والاستخدامُ السّيّئُ للتكنولوجيا وما حملتهُ من عاداتٍ وسلوكياتٍ غريبةٍ..بالأخصّ الاستخدامُ الخاطىءُ للغةِ وفنونها..
واشتغالُ قوى الشرِّ والعدوان على نسفِ حواملِ الهُويّةِ الثقافيةِ الوطنيةِ في المشرق كلّهِ.. مشروعٌ ثقافيٌ رائدٌ لايقرُّ بأنماطِ الاستهلاكِ والابتذالِ المخرّبِ والمهمّشِ لبُنى واقعنا الفكريةِ والفنيةِ والأخلاقيةِ..
هو قائمٌ من سنواتٍ جهداً وإنفاقاً ورفداً لكلِّ نصٍّ أو كتابٍ لكاتبٍ يكونُ فاعلاً في همومِ صونِ الهُويّةِ..يحملُه الدكتور محمد سليمان..فهل يكونُ لكلماتِنا ومواقفنا دورٌ فاعلٌ معه..انتصاراً لقضيّةِ الفنِّ والجمال.