فمن عينيكَ قد طارَ الحمامُ
فأنتَ الحرُّ رغمَ القيدِ طيرٌ ،
تحلِّقُ أين شئتَ ، ولا تُضامُ
أسيرٌ ، والهوى أسرٌ لقلبٍ
بعشقِ الأرضِ قد طابَ الغرامُ
قيودكَ لو أُقبّلها فإنِّي
أعانقُ فيكَ شمساً لا تنامُ
سلاسلُ معصميكَ لها أنينٌ
ويوجعُها بكفِّيكَ الصدامُ ،
وإنَّ الغارَ للأبطالِ تاجٌ ،
وتاجُ يديكَ غارٌ وانتقامُ
رأى السَّجَّانُ أنَّكَ كنتَ ناراً
فشادَ السُّورَ حولكَ يا همامُ
فجاءَ النُّورُ من نفسٍ أضاءت ،
وإنَّ النَّورَ يخشاهُ الظَّلامُ
وما فارقتَ سيفكَ حينَ أسرٍ
فإنَّ القيدَ سيفُكَ والسِّهامُ
ولم تُغمدْ قيودكَ في جِرابٍ
كأنْ قدرٌ بكفيكَ الحسامُ