في كل الأحوال إذا ما قيس إنتاج هذا العام مع العام الماضي يمكننا أن نقول بأنه جيد جداً، حيث بلغ في العام الماضي ١٣٢ ألف طن لمؤسسة الحبوب وإكثار البذار معاً، في حين هذا العام بلغ ١٩٢ ألف طن لفرع الحبوب و٢٨ ألف طن لفرع إكثار البذار، وفقاً لحديث مدير فرع حبوب حماة لـ«تشرين».
وفي لغة الأرقام كان يمكن مضاعفة الغلة وبكل سهولة ويسر كما يقول المزارعون، وذلك من خلال زيادة مخصصات الدونم من الأسمدة، بدليل أن الدونم الواحد في حقول الإكثار أنتجت من ٥٠٠ إلى ٧٥٠ كغ، جراء إعطاء الدونم أكثر من ٤٠ كغ من الأسمدة، في حين ضمن الحقول غير الإكثارية لم تتعد الـ٣٠٠ كغ في أحسن الأحوال..
من ناحيته أوضح المهندس لؤي الحصري مدير فرع إكثار بذار حماة بأن خطتهم كانت تقدر بـ٢٢ ألف طن من الأقماح الإكثارية، وإذ بها تصل حتى الآن إلى ٢٨ ألف و٣٠٠ كغ.
غير أن اللافت في القضية ومنذ سنوات أن وزارة الزراعة تسعى إلى زيادة الغلة الإنتاجية من خلال زيادة المساحة المزروعة، ولم توفق بذلك، فقد آن الأوان لتغيير هذا المنحى، وتركز على إنتاجية وحدة المساحة، وبخاصة بأن البحوث العلمية سعت وتسعى منذ سنوات للوصول لبذار قمح عالي الإنتاج في وحدة المساحة.
فلا بد من تغيير الزراعة النمطية، والتركيز على إنتاج وفير على أقل تقدير يكفي لصناعة الرغيف، والبالغة المليونين و٣٠٠ ألف طن سنوياً، فجل ما ننتجه من القمح لا يكفي لأكثر من أربعة أشهر وإنتاج هذا العام مثالاً.
بالمختصر المفيد إذا كان إنتاجنا هذا العام ٧٠٠ ألف طن ونصف الطن فقد لا يكون العام القادم بهذا القدر ، فلا أسعار الشراء كانت محفزة ولا مستلزمات الإنتاج كانت موجودة، فلماذا الإصرار على استيراد القمح طالما يمكن توفيره وإنتاجه محلياً، وهو حصانة اقتصادنا وميزة قوته؟.