بقلم: مي أحمد شهابي في 3/27/2022
للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده. وفشل سياسة الأسرلة التي اعتقد العدو الصهيوني بأنه من الممكن دمج الفلسطينيين في المجتمع الصهيوني. وعلى قاعدة أنه بموت الآباء فإن الأبناء سينسون حقهم ووجودهم في فلسطين وسيتعايشون مع الواقع الصهيوني. وجاءت هبة يوم الأرض في العام ١٩٧٦ والتي شملت الجليل والنقب والمثلث والمدن الفلسطينية، لتشكل صفعة لكل السياسات الصهيونية. ولتؤكد أن الفلسطينيون في مناطق ١٩٤٨ هم جزء لايتجزأ من الشعب الفلسطيني ومتحدون وموحدون حول أهداف النضال الوطني الفلسطيني في مواجهة المحتل الصهيوني. ولم يكن غريباً اعادة التأكيد على هذا الموقف عبر الوقفة البطولية التي برزت هذا العام في هبة الشيخ جراح والقدس، والتي جعلت العدو الصهيوني يقف مذهولاً أمام التحركات الجماهيرية التي كان أبرزها في مدينة اللد وبقية المدن الفلسطينية. وأيضاً جاءت عملية النقب البطولية قبيل أيام من ذكرى يوم الأرض لتجدد التأكيد على معاني ورمزية يوم الأرض المجيدة.
ويأتي احتفال يوم الأرض هذه الأيام مع اشتداد الممارسات الصهيونية من مصادرة للأراضي وهدم بيوت الفلسطنيين وحملات القمع الوحشية كما جرى في جنين والخليل في الأيام الماضية فجاءت هذه الإجراءات مستغلة حالة الشلل الفلسطيني الرسمي، واستمرار حالة الانقسام الفلسطيني غير المبررة، والتي تتناقض مع الحالة الجماهيرية المتصاعدة والتي تتطلب وحدة كل القوى والفصائل الفلسطينية وإعادة الاعتبار لمظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها ممثلاً شرعياً للشعب الفلسطيني، واداة وحدته النضالية وبما يمكنا من توحيد النضالات الفلسطينية والاستجابة الموضوعية لنبض الشعب الفلسطيني. لذلك لم يكن غريباً أن يكون شعار الاحتفال هو الدعوة لإعادة بناء منظمة التحرير، بما تتطلبه من إصلاح تنظيمي وبرنامجي وإنهاء الانقسام الفلسطيني. وبما يمكن المنظمة من العودة لدورها المفترض كياناً موحداً للشعب الفلسطيني والقوى والفصائل الفلسطينية وإعادة بناء وتفعيل مؤسساتها التنظيمية والسياسية والنقابية.
ففي كلمة القدس عبر سماحة المطران عطا الله حنا فيها بالشكر للقيادة السياسية الحكيمة لسورية المقاومة بقائدها وشعبها الذي احتضن اللاجئين الفلسطينيين بكل أخوة ومحبة. والشكر لفصائل العمل الوطني الفلسطيني على هذا العمل الذي يأتي تعبيراً عن أن الأرض كانت وستبقى لأصحابها الأصليين والفلسطينيون هم أصحابها. ولن تكون هذه الأرض لحفنة من المستعمرين الصهاينة.. وأكد أيضاً أن القدس كانت وستبقى عاصمة لفلسطين مهما تآمروا عليها وسعوا لطمس معلمها وتزوير التاريخ واقتلاعها من الوجدان العربي والفلسطيني. وإن الفلسطينيون جميعاً متمسكون بحق العودة هذا الحق الذي لا يسقط بالتقادم، مهما حاولوا وتآمروا عليه.
وجاءت كلمة الرفيق طلال الناجي والتي ألقيت باسم الفصائل والقوى الفلسطينية، لتؤكد ماسبق حيث ركز في كلمته على أن يوم الأرض هو مناسبة لكل الشعب الفلسطيني بعد مضى ٧٤ عاماً من الاحتلال مازال متمسك بأرضه ومقدساته ومصمم على متابعة الكفاح والمقاومة، ومدافعاً عن كل شبر من فلسطين. ففلسطين تعني كل فلسطين من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. ونحن كأبناء الشتات نقول لأبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني، هذه المناسبة لا تأتي إلا لبذل مزيداً من الجهد لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية وإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير على قاعدة برنامج سياسي يتمثل بالثوابت والحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.
وفي تصريح أكده سائد عبد العال الأمين العام لحركة فلسطين حرة، وضمن مشاركة الحركة في تنظيم المهرجان: إن قضيتنا الفلسطينية لم تعد تحتمل أي ضياع للوقت لاسيما ونحن نرى التحولات الطارئة في المنطقة والعالم. وهو ما يتطلب تغليب الهم الوطني على كل نوازع الانقسام. وهذا ممكن وقد أثبتت هبة القدس أن ذلك ليس ببعيد بل وممكن لابل هو بالأساس واقع شعبي يكرس وحدة الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده ويعيد تحديد الأهداف الوطنية لشعبنا بكل وضوح. وإن التاريخ لن يرحم من لم يدرك خطورة هذه المرحلة. باعتبار أن قضيتنا من أهم وأنبل قضايا التحرر وآخرها في العالم..
وعبر الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني خالد عبد المجيد: أن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لاستعادة الحقوق والأراضي المسلوبة وخيارنا الوحيد بالنضال لمواجهة الاحتلال الصهيوني. كما وأكد أن الشعب السوري والفلسطيني توأما نضال ضد هذا الكيان الغاصب. وهو ما أكدته المسيرة الوطنية والقومية لمسيرة هذا الشعب بظل قيادته الحكيمة.
وفي نهاية الاحتفال صدر بيان سياسي باسم القوى والفصائل الفلسطينية أكد على مجموعة من القضايا والمتطلبات التي ينبغي العمل عليها استجابة للتحديات التي تواجه شعبنا وقضيتنا.
عاشت فلسطين
إن إدارة الموقع ترحب بجميع اقتراحاتكم وآرائكم وهي على تواصل دائم مع قراء وداعمين الموقع